• 0

    سلة المشتريات

القرن العشرون: صعود التعليم النظامي ودور الدولة في نشره

مشهد دراسي من القرن العشرين يُظهر معلمًا يشرح أمام سبورة كُتب عليها "EDUCATION"، بينما يجلس طلاب بملابس تقليدية بترتيب منتظم داخل فصل مدرسي عصري، مع خلفية سماوية كحلية ومصنع يظهر من النافذة، في دلالة على صعود التعليم النظامي ودور الدولة في نشره.

سلسلة التربية عبر التاريخ – الحلقة السابعة

د.عبدالقوي القدسي

مدخل

دخل العالم القرن العشرين وهو محمَّل بإرث الثورة الصناعية وتحديات بناء الدولة الحديثة. لم يعد التعليم خيارًا للنخبة فحسب، بل تحوّل إلى سياسة عامة، وأداة رئيسية للتنمية الوطنية. في هذا القرن، برز التعليم النظامي بمراحله المختلفة، وصار دور الدولة في تعميمه وتمويله وتشريعه واضحًا وأساسيًا.

من التعليم الخاص إلى التعليم العام

حتى نهاية القرن التاسع عشر، كان التعليم غالبًا بيد الكنيسة أو الجمعيات الخيرية أو النخب الاجتماعية. لكن مع صعود الفكر القومي وتنامي دور الدولة، اتجهت الحكومات إلى تنظيم التعليم ضمن أنظمة مركزية، تعتمد المناهج الموحدة، وتدرب المعلمين، وتبني المدارس في المدن والأرياف.

“صارت المدرسة في القرن العشرين جزءًا من مشروع الدولة لبناء المواطن المنتج والمطيع في آنٍ واحد.”
(Green, 1990)

التعليم النظامي: مراحل واضحة وأهداف محددة


تم تقسيم التعليم إلى مراحل: ابتدائي، وإعدادي (أو متوسط)، وثانوي، ثم التعليم العالي.
وبات لكل مرحلة أهدافها ومناهجها واختباراتها، وصار الانتقال من مرحلة إلى أخرى يخضع لمعايير محددة.

كما تطورت نظريات التربية، فبرزت أسماء مثل جون ديوي (John Dewey)، الذي دعا إلى التعليم التفاعلي وربط المدرسة بالحياة.

التعليم بعد الحربين العالميتين

أدّى الدمار البشري والاقتصادي الناتج عن الحربين العالميتين إلى إدراك أهمية التعليم في بناء السلام.
فتم التوسع في التعليم المجاني، وارتفعت معدلات الالتحاق بالمدارس والجامعات، وظهرت منظمات دولية مثل اليونسكو لتعزيز التعليم عالميًا.

“بعد الحرب العالمية الثانية، لم يعد التعليم ترفًا وطنيًا، بل ضرورة عالمية لضمان السلم والتنمية.”
(UNESCO, 2020)

العالم الإسلامي: بين التبني والتحديات

في البلدان الإسلامية، تراوحت التجارب بين دول سبقت في تحديث التعليم كتركيا ومصر، ودول بدأت في وقت لاحق بعد الاستقلال.
أنشئت وزارات التربية والتعليم، وأُقرت أنظمة التعليم الرسمي، وشُيّدت المدارس الحكومية، وأصبحت مناهج التعليم أداة لبناء الهوية الوطنية.

لكن بقيت تحديات، مثل ضعف التمويل، وتفاوت جودة التعليم، واتساع الفجوة بين التعليم والمجتمع.

التعليم بعد الحربين العالميتين

أدّى الدمار البشري والاقتصادي الناتج عن الحربين العالميتين إلى إدراك أهمية التعليم في بناء السلام.
فتم التوسع في التعليم المجاني، وارتفعت معدلات الالتحاق بالمدارس والجامعات، وظهرت منظمات دولية مثل اليونسكو لتعزيز التعليم عالميًا.

“بعد الحرب العالمية الثانية، لم يعد التعليم ترفًا وطنيًا، بل ضرورة عالمية لضمان السلم والتنمية.”
(UNESCO, 2020)

العالم الإسلامي: بين التبني والتحديات

في البلدان الإسلامية، تراوحت التجارب بين دول سبقت في تحديث التعليم كتركيا ومصر، ودول بدأت في وقت لاحق بعد الاستقلال.
أنشئت وزارات التربية والتعليم، وأُقرت أنظمة التعليم الرسمي، وشُيّدت المدارس الحكومية، وأصبحت مناهج التعليم أداة لبناء الهوية الوطنية.لكن بقيت تحديات، مثل ضعف التمويل، وتفاوت جودة التعليم، واتساع الفجوة بين التعليم والمجتمع.

خاتمة

مثّل القرن العشرون نقطة تحول في تاريخ التربية، حيث أصبحت المدرسة مؤسسة مركزية في حياة المجتمعات.
دخل التعليم النظامي كل بيت تقريبًا، وتحولت الدولة من مراقب إلى قائد لعملية التربية، في سعيها لبناء مجتمعات متعلمة ومنتجة.

المراجع

• Green, A. (1990). Education and State Formation: The Rise of Education Systems in England, France and the USA. Palgrave Macmillan.
• UNESCO. (2020). Right to Education: Human Rights Fact Sheet No. 33. unesdoc.unesco.org
• Dewey, J. (1916). Democracy and Education. Macmillan.
• Lawson, J., & Silver, H. (1973). A Social History of Education in England. Methuen.

اترك تعليقاً

error: المحتوى محمي !!