• 0

    سلة المشتريات

نهاية السبورة، ودخول التكنولوجيا إلى الصفوف الدراسية

رسم توضيحي يُظهر تحول التعليم من الأساليب التقليدية إلى الرقمية؛ حيث تظهر سبورة خضراء خشبية على اليسار تمثل الماضي، في مقابل شاشة ذكية تعرض رسومات بيانية ورموزًا تعليمية على اليمين، مما يرمز إلى دخول التكنولوجيا في الفصول الدراسية. الألوان تتدرج بين البني الدافئ والأزرق الكحلي الهادئ، مع إضاءة ناعمة توحي بتوازن بين القديم والحديث.

التربية عبر التاريخ: الحلقة الثامنة
د.عبد القوي القدسي

مدخل

في بدايات القرن العشرين، كانت “السبورة” رمزًا للتعليم، والمعلم هو المصدر شبه الوحيد للمعرفة. لكن مع التطور التقني السريع، خاصة في العقود الأخيرة، بدأت ملامح الفصل الدراسي تتغير: شاشات ذكية، أجهزة لوحية، محتوى رقمي، فصول افتراضية، وذكاء اصطناعي.
لم تكن التكنولوجيا مجرد أداة داعمة، بل أصبحت شريكًا رئيسيًا في العملية التعليمية، تفتح آفاقًا جديدة للتعلم الفردي والتفاعلي.

من الطباشير إلى الشاشات

كان التعليم لقرون يعتمد على وسائل بدائية: السبورة، الكتب الورقية، والمعلم كمُلقٍ. أما اليوم، فقد أصبح الطلاب يتفاعلون مع المحتوى من خلال تطبيقات، محاكاة، وألعاب تعليمية.
“لقد أحدثت التكنولوجيا تحولًا جذريًا في طبيعة التعلُّم، بحيث لم تعد المعرفة حكرًا على المعلم أو المدرسة.”
(Prensky, 2001)

تكنولوجيا التعليم: فرص وتحديات

الفرص:
• التعلم الذاتي حسب السرعة والاهتمام
• الوصول إلى مصادر عالمية
• تعزيز التفاعل داخل الصف وخارجه
• دعم أصحاب الاحتياجات الخاصة

التحديات:
• الفجوة الرقمية بين الفئات والمناطق
• الاعتماد الزائد على الأجهزة
• تراجع دور التفاعل البشري
• إشكالات في الخصوصية والانضباط

نماذج من التحوّلات العالمية

في فنلندا وكوريا الجنوبية، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من المنهج، تُستخدم لتطوير المهارات الإبداعية والتفكير النقدي.
في دول عربية، بدأت محاولات لتوظيف التكنولوجيا، لكن بشكل متفاوت.
في ماليزيا، مثلًا، تبنت الحكومة مشروع “المدرسة الذكية” منذ تسعينيات القرن الماضي.

“التعليم القائم على التكنولوجيا ليس مجرد إدخال أجهزة إلى الصفوف، بل تغيير جذري في فلسفة التعلم.”

(Selwyn, 2016)

العالم العربي: بين الطموح والواقع

رغم توفر الأجهزة في كثير من المدارس، فإن التحدي الأكبر يكمن في:
• ضعف البنية التحتية
• نقص تدريب المعلمين
• المناهج التقليدية التي لا تواكب بيئة التعلم الرقمي
لكن هناك تجارب واعدة، خاصة في التعليم العالي والتعليم المفتوح.

خاتمة

دخل التعليم عصرًا جديدًا لم تعد السبورة فيه مركز الصف، بل صار الطالب هو المحور، والتكنولوجيا هي الوسيط.
ويبقى التحدي: كيف نُسخّر التقنية لتعليم أكثر إنسانية، لا أكثر آلية؟ كيف نجمع بين ذكاء الآلة وقلب المعلم؟

المراجع

• Prensky, M. (2001). Digital Natives, Digital Immigrants. On the Horizon.
• Selwyn, N. (2016). Education and Technology: Key Issues and Debates. Bloomsbury Publishing.
• UNESCO. (2021). Technology in Education: A Tool on Whose Terms? Retrieved from https://unesdoc.unesco.org/
• Haddad, W. D., & Draxler, A. (2002). Technologies for Education: Potentials, Parameters, and Prospects. UNESCO.

اترك تعليقاً

error: المحتوى محمي !!