• 0

    سلة المشتريات

التعليم عن بُعد: من المراسلة البريدية إلى الفصول الافتراضية

رسم رقمي بسيط يوضح تطور التعليم من الرسائل البريدية إلى الفصول الافتراضية، حيث يظهر ظرف رسالة على اليسار متصل بسهم يشير إلى جهاز كمبيوتر محمول يعرض أيقونة طالب داخل فصل افتراضي، على خلفية بلون أزرق كحلي.

سلسلة التربية عبر التاريخ – الحلقة التاسعة
✍️ د. عبدالقوي القدسي

مدخل

حين بدأت أولى تجارب التعليم عن بُعد في القرن التاسع عشر، لم يكن أحد يتخيل أن يأتي يومٌ تتجاوز فيه الفصول الجدران، ويجلس فيه ملايين الطلاب أمام شاشات بدلًا من المقاعد الخشبية. من نظام المراسلة إلى الفصول الافتراضية، سافر التعليم رحلة مذهلة عبر الزمن والتكنولوجيا.

1- البدايات الورقية: التعليم بالمراسلة

في عام 1840، أطلق البريطاني إسحاق بيتمان برنامجًا لتعليم الاختزال عبر البريد، لتبدأ بذلك أولى خطوات التعليم عن بُعد. كان هذا النظام مثاليًا للمتعلمين الكبار، ولمن لا يستطيعون الانتظام في الحضور، كالعاملين والنساء في تلك الحقبة.

“كانت دروس المراسلة تمثّل فرصة تعليمية في زمن محدود الإمكانيات والقيود الاجتماعية.”
(Simonson et al., 2019)

2- الراديو والتلفزيون: عندما دخل الإعلام التعليم

في القرن العشرين، تبنّت الحكومات وسائل الإعلام لنشر التعليم على نطاق واسع. استخدمت دول كالهند ومصر برامج إذاعية وتلفزيونية لتدريس القراءة والرياضيات والعلوم، خاصة للمناطق الريفية.

3-الإنترنت: التعليم الرقمي يتجاوز الحدود

مع التسعينيات، بدأ التحول الرقمي للتعليم مع ظهور الإنترنت. أصبحت المنصات الإلكترونية مثل Moodle وBlackboard وGoogle Classroom بيئات تعليمية متكاملة. ثم جاءت أدوات الاتصال التفاعلي مثل Zoom وMicrosoft Teams لتخلق واقعًا تعليميًا جديدًا، خصوصًا بعد جائحة كورونا.

“خلال عام واحد من الجائحة، تبنّى أكثر من 190 دولة أنظمة التعليم عن بُعد.”
(UNESCO, 2020)

4 – مستقبل التعليم الرقمي: تحوّلات لا رجعة فيها

التعليم الرقمي لن يعود خطوة إلى الوراء. يتوقع الخبراء أن تتجه المدارس والجامعات إلى نماذج هجينة (دمج الحضور والافتراضي)، مع توسّع استخدام:
• الذكاء الاصطناعي لتقديم تعليم مخصص لكل طالب.
• الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لمحاكاة المختبرات والرحلات التعليمية.
• التحليلات التعليمية (Learning Analytics) لرصد تقدم الطلاب وتقديم تدخلات ذكية.

“سيكون التعليم أكثر تخصيصًا وتكيّفًا، حيث يعلّم النظام الرقمي كل طالب وفقًا لاحتياجاته.”
(Anderson, 2008)

5- مستقبل التعليم الرقمي: تحوّلات لا رجعة فيها

التعليم الرقمي لن يعود خطوة إلى الوراء. يتوقع الخبراء أن تتجه المدارس والجامعات إلى نماذج هجينة (دمج الحضور والافتراضي)، مع توسّع استخدام:
• الذكاء الاصطناعي لتقديم تعليم مخصص لكل طالب.
• الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لمحاكاة المختبرات والرحلات التعليمية.
• التحليلات التعليمية (Learning Analytics) لرصد تقدم الطلاب وتقديم تدخلات ذكية.

“سيكون التعليم أكثر تخصيصًا وتكيّفًا، حيث يعلّم النظام الرقمي كل طالب وفقًا لاحتياجاته.”
(Anderson, 2008)

6- التحديات وسُبل التخفيف

ومع ذلك، لا يخلو من سلبيات، خصوصًا لطلبة المدارس:

❌ ضعف التفاعل الاجتماعي
❌ تشتت الانتباه
❌ الإجهاد البصري والتقني
❌ تفاوتات في الوصول إلى الإنترنت والأجهزة

وللتخفيف منها، يمكن:

🔹 دمج أنشطة حضورية منتظمة (نموذج التعليم المدمج)
🔹 استخدام وسائل تفاعلية ومرئية
🔹 التوعية الرقمية للأهالي والطلاب
🔹 تحديد أوقات مناسبة وراحة من الشاشات
🔹 تصميم منصات مبسطة وسهلة الاستخدام

📌 خاتمة

يمضي التعليم عن بُعد نحو مستقبل لا حدود له، تتزاوج فيه التقنية مع البيداغوجيا لصناعة بيئة تعليمية أكثر عدالة ومرونة. ويبقى التحدي الأكبر: كيف نحفظ إنسانية التعليم في عالم رقمي متسارع؟

المراجع

Anderson, T. (2008). The Theory and Practice of Online Learning. AU Press.
• Simonson, M., Smaldino, S., & Zvacek, S. (2019). Teaching and Learning at a Distance: Foundations of Distance Education (7th ed.). Information Age Publishing.
• UNESCO. (2020). COVID-19 Educational Disruption and Response. https://www.unesco.org/



اترك تعليقاً

error: المحتوى محمي !!